كشف خبراء مهتمون بالشأن "الإسرائيلي" والإيراني أن كلاً من إيران و"إسرائيل" يستخدمان نفس وسائل -الاختراق في الدول الإفريقية عن طريق تقدم المساعدات الاقتصادية رغم اختلاف دوافع كلا الدولتين.
وأكد الدكتور عماد جاد رئيس تحرير مختارات "إسرائيلية" بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية خلال الجلسة الأولى لمؤتمر "التحركات الإيرانية في شرق إفريقيا وانعكاساتها على الاستقرار والأمن في المنطقة"، الذي عقده المركز الدولي للدراسات المستقبلية والإستراتيجية صباح اليوم، أن المساعدات الخارجية التي تقدمها بعض الدول فى صورة منح ليست سوى أداة من أدوات السياسة لتلك الدول.
إقامة تكتلات وزعزعة الأمن:
من جانبه أكد السفير أحمد حجاج الأمين العام للجمعية الأفريقية، أن إيران تحاول كسر العزلة التى تريد بعض الدول الكبرى فرضها عليها بإقامة علاقات فى دول أفريقيا "حيث إن وجود مصالح إيرانية بتلك الدول سيساندها فى حالة وقوع أى مواجهة بينها وبين أى دولة كبرى" على حد قوله.
وأضاف حجاج، أنه لاحظ أثناء عمله سفيرًا لمصر فى كينيا نشاط إيران المتزايد عن طريق بعض المؤسسات الخيرية الإيرانية من خلال تقديم منح للطلاب الكينيين للدراسة فى طهران.
وأكد أن إيران لها "دور خفى" فى زعزعة الأمن فى بعض الدول دون توجيه أى اتهام لها مثل المساعدات التى تقدمها لجماعة الحوثيين الانفصالية فى اليمن.
وأضاف الدكتور حسن الحجاج علي عميد كلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية جامعة الخرطوم، أنه متوقع زيادة التنافس بين إيران و"إسرائيل" على زيادة نفوذ كل منها فى الدول الأفريقية.
لقاءات سرية بين إيران و"إسرائيل":
وكانت مصادر إعلامية عبرية مطلعة قد كشفت النقاب عن لقاءات سرية جمعت بين مسئولين إيرانيين و"إسرائيليين" فى العاصمة المصرية القاهرة على هامش مؤتمر دولي لمناقشة سبل الحد من الانتشار النووي.
وقال رامي يتسهار المحرر السياسي لموقع الشئون الاستراتيجية الإخباري العبري بأن لقاءات سرية عُقدت بين وفدي إيران و"إسرائيل" المشاركين فى مؤتمر الهيئة الدولية لمنع الانتشار النووي ونزع السلاح والذي عقد بالقاهرة مطلع الشهر الجاري.
وأضاف أن الوفد "الإسرائيلي" رأسه وزير الخارجية الأسرائيلي السابق شلومو بن عامي، بينما رأس الوفد الإيراني على أشكر سولطانيا، مندوب طهران لدى الوكالة الدولية للطاقة النووية.
مسرحية الأمم المتحدة:
وأشار يتسهار فى سياق تقريره إلى أن هذه اللقاءات السرية عقدت فى الوقت الذى كان يتبارى فيه رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، والرئيس الإيراني أحمدي نجاد على منصة الأمم المتحدة خلال اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وأوضح أن تفاصيل عقد هذه اللقاءات التى تمت برعاية أسترالية، بدأ يتم تسريبها إلى وسائل الإعلام رويداً رويداً، وبشكل غير مباشر.